تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » آخرالأخبار » شجرة الزيتون.. أم الأشجار المباركة وشاهدة حضارات المتوسط

شجرة الزيتون.. أم الأشجار المباركة وشاهدة حضارات المتوسط

  • بواسطة

المتوسّط هو مهد الحضارات الإنسانية، وأكبر شاهد حي على هذه الحضارات المتعاقبة شجرة ضاربة جذورها في أعماق الجغرافيا والتاريخ، هي شجرة الزيتون.

إنها شجرة دائمة الخضرة صيفا وشتاء، وتعطي أولى الثمار في عامها الخامس، وتبلغ ذروة العطاء في سن الأربعين، ليستمر اخضرارها بعد ذلك لمئات السنين. وهي شجرة لا تخشى الرياح ولا النار ولا الأمطار، وعدوها الوحيد هو البرد الشديد. ويصل ارتفاعها في حالتها البرية إلى 12 أو 14 مترا. أما الزراعي منها فيوقف نموه بالتقليم عند ارتفاع 5-8 أمتار.

وإلى جانب ثمرتها الخام، يتميز زيتها بقيمة غذائية عالية، بفضل تركيبته الكيميائية الخاصة، لما يحتويه من نسبة عالية من الحامض الذهني الأحادي “الأوليك”، وغناه لمضادات الأكسدة وبعض الفيتامينات المهمة و”البيتاستيرول” الذي يمنع الامتصاص المعوي للكولسترول.

وأهمية هذه الشجرة المادية والرمزية تجعلها محط اهتمام وعناية، لكنها تُعرّضها أيضا للاستهداف والقطع والاجتثاث، إذ يجعلها الاحتلال الإسرائيلي ضمن أهدافه العسكرية، لما تمثله من دليل على قدم الوجود الفلسطيني في الأرض، وكائن معمّر يفضح حداثة عهد الكيان الإسرائيلي بالوجود.

شجرة يكاد زيتها يضيء.. قداسة الأديان والأساطير

الزيتونة أكثر من مجرد مصدر لثمار مغذية، فهي رمز ثقافي وحضاري وديني. فقد أتت على ذكرها الرسالات السماوية، وقدّست ذكرها الأساطير البشرية، وقدّمتها المجتمعات البدائية قرابين لآلهتها، وفيها يقول الله تعالى: ﴿اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ﴾.

وقد قرّر المؤتمرُ العام لليونسكو إبّان دورته الأربعين المنعقدة في عام 2019 إعلان يوم 26 تشرين الثاني/نوفمبر من كل عام يوما عالميا لشجرة الزيتون.

فقد تغذى عليها الإنسان منذ القدم، وكانت له في خشبها ونوى ثمارها مآرب أخرى، فاعتصر منها زيتا يكاد يضيء من تلقاء نفسه. وجاءت اليوم دراسة لتقول إن أقدم أثر لشجرة الزيتون في العالم، ظهر مؤخرا في منطقة ساحلية تطل على المحيط الأطلسي في المغرب.

وقد تحقق هذا الكشف العلمي داخل مغارات تقع بالقرب من الرباط، وتضم عددا من الأسرار حول تاريخ الإنسان، وتطلق عليها أسماء مختلفة مثل مغارات “دار السلطان 1″ و”دار السلطان 2” و”الهرهورة 2″، إضافة إلى مغارتي “لمناصرة” و”المهربين”.

سواحل الأطلسي.. زيتون بري عمره 100 ألف عام

كشفت البحوثُ الأثرية الجديدة في الساحل الأطلسي للمغرب، قرب العاصمة الرباط، وجودَ آثار لاستهلاك الإنسان العاقل ثمار أشجار الزيتون البري، واستعمال النوى والأخشاب المستخلصة من هذه الأشجار، لغرض التدفئة، وذلك قبل مائة ألف سنة.

ويتكون فريق البحث -الذي أنجز هذه الدراسة العلمية- من باحثين من المغرب وفرنسا وألمانيا والنمسا، وقد عثروا على عينات من الفحم في هذين الموقعين تعود إلى العصر الحجري الوسيط، ومُوّلت هذه الأبحاث من قبل المعهد الوطني لعلوم الآثار ووزارة الثقافة بالمغرب، ثم متحف التاريخ الوطني بباريس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Open chat
السلام عليكم . كيف الحال . اضطلعت على المنتجات الخاصة بكم على الموقع الالكتروني و اريد الاجابة على بعض الاسئلة .